نساء على أجنحة الحلم: الصدفة التي غيرتني




لقائي بهذا الكتاب كان مصادفة خفيفة تحمل ثقل المعنى. لم يكن هذا اللقاء مخططًا له. كنت في معرض الكتاب، عابرة بين العناوين والوجوه، مشتتة بعض الشيء، أبحث عمّا يؤنسني في سفر طويل لا يرافقني فيه كتاب من مكتبتي البعيدة.

فإذا بي أجدني وجهاً لوجه أمام كتابين لفاطمة المرنيسي: هذا العمل الذي هو سيرة متخيلة، وسلطانات منسيات. قلت لنفسي: “الآن هو الوقت”، فالحقيقة أنني لم أقرأ لها من قبل، وكانت القراءة لها دومًا مشروعًا مؤجلاً.

اخترت نساء على أجنحة الحلم ليكون رفيقي، وبدأت أقرأ…

في زحمة المدن الخمس التي مررت بها ذلك الأسبوع، كنت أشتاق للعودة إلى الكتاب. قراءة هذه السيرة الذاتية المتخيلة منحتني متعة لا تضاهيها متعة، وكأنني ألتقي بنفسي في حياة أخرى.

نساء على أجنحة الحلم كان مرآةً سحرية رأيت فيها وجه المغرب، وجه الطفلة كثيرة الأسئلة الحالمة التي كنتها أنا، وجه النساء اللواتي مررن في الزوايا المعتمة من التاريخ، ورفضن أن يكنّ مجرد هامش.

وربما لهذا السبب، أقول اليوم بيقين:
فاطمة المرنيسي غيّرتني.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *